إتباع السيئات بالحسنات سبيل النجاة

بندر بليلة

2025-12-05 - 1447/06/14 2025-12-06 - 1447/06/15
التصنيفات: أحوال القلوب
عناصر الخطبة
1/النفس البشرية ضعيفة أمام الشهوات 2/بعض مقاصد طبيعة النفس البشرية 3/من أسباب نيل الغفران وجبر النقصان 4/التحذير من إلف المعاصي

اقتباس

ما أحوجَنا -عبادَ اللهِ- إلى تكفيرِ السيئاتِ ومحوِ الخطيئاتِ؛ خاصَّةً في هذا العصر الذي طغَتْ فيه التِّقْنِيَةُ الحديثةُ، وصارت الفتنُ تُعرَض على قلبِ المؤمنِ عُودًا عُودًا؛ شُبُهَاتٌ وشهواتٌ، ومخالَفاتٌ ومُنكَراتٌ، في الليل والنهار، والسر والجهار؛ تَرِدُ عليه بغير استئذان ولا انتظار...

الخطبة الأولى:

 

الحمدُ للهِ، الحمدُ للهِ وليِّ الصالحينَ، قابلِ التائبين، جابرِ المنكسرين؛ نحمده -سبحانه وتعالى- حمدَ الخاضعينَ، ونشكُرُه شكرَ المقربينَ، ونستغفرُه استغفارَ الأوابين.

 

وأشهد أن لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له؛ أمهَل المذنبينَ، واستَبْطَأَ الغافلينَ، وأطمَع المقبلين، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه؛ بعَثَه ربُّه بين يدي الساعة رحمةً للعالمينَ، وهدًى للخلق أجمعين؛ صلَّى اللهُ وسلَّم وبارَك عليه، وعلى آلِه الطيبينَ الطاهرينَ، وأصحابِه الغُرِّ الميامينَ، وعلى التابعينَ لهم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ.

 

أما بعدُ: فأوصيكم -أيُّها الناسُ ونفسي- بتقوى الله، فاتقوا اللهَ -رحمكم الله- وعُودُوا إلى ربِّكم، واطلبوا صَفْحَه ورُحْمَاه، وعفوَه ورضاه؛ فإنَّه -سبحانه- لا يردُّ مَنْ دعاه، ولا يُخيِّب مَنْ ناجاهُ ورجاهُ.

 

عبادَ اللهِ: إنَّ اللهَ -عز وجل- خلَق هذه النفسَ، وجَبَلَها على الميل للرغبات، والضَّعْف عند الشهوات، وارتكاب السيئات، والوقوع في الخطيئات؛ لِحِكَمٍ بَالِغَاتٍ، ومقاصدَ عَظِيمَاتٍ؛ أَجَلُّهَا: لتظهرَ صفاتُ جلالِه، ونعوتُ كمالِه؛ من عفوه ومغفرته، وحِلْمه ورحمته. فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللَّهُ بِكُمْ، وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ فَيَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ فَيَغْفِرُ لَهُمْ"(أخرجه مسلم).

 

وليعلم اللهُ مَنْ يخافه بالغيب، وليتقرب إليه العبادُ بعبادة التوبة والاستغفار؛ فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ، وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ"(أخرجه الإمام أحمد والترمذي).

 

وليحصل لهم التذكرُ والادِّكَارُ؛ قال -سبحانه-: (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ)[الْأَعْرَافِ: 201]، وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَا مِنْ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ إِلَّا وَلَهُ ذَنْبٌ يَعْتَادُهُ الْفَيْنَةَ بَعْدَ الْفَيْنَةِ، أَوْ ذَنْبٌ هُوَ مُقِيمٌ عَلَيْهِ لَا يُفَارِقُهُ حَتَّى يُفَارِقَ؛ إِنَّ الْمُؤْمِنَ خُلِقَ مُفَتَّنًا، تَوَّابًا، نَسِيًّا، إِذَا ذُكِّرَ ذَكَرَ"(أخرجه الطبراني).

 

ولِيَرْجِعُوا إليه بالتضرعِ والانكسارِ؛ قال -تعالى-: (وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَمًا مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)[الْأَعْرَافِ: 168]. وكلها من أجلِّ العبادات، وأعظمِ القرباتِ المحبَّبةِ لدى رب الأرض والسماوات؛ وجعَل -سبحانه وتعالى- قُرْبَه منه بقَدْرِ مغالبتِهم لأهوائهم، وانتصارِهم على شهواتهم. ولعِلْمِه -سبحانه- بطبيعةِ هذه النفسِ البشريَّةِ، وما أودَعَه فيها مِنْ رغباتٍ؛ هيَّأ لها من الأعمال والأسباب ما يَجْبُر ما وقعَتْ فيه من ذنوب وخطيئات.

 

ومن أعظمِ تلكم الأسبابِ، وأسهلِها وأيسرِها على العباد: إتباعُ السيئاتِ بالحسناتِ، قال -سبحانه-: (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ)[هُودٍ: 114]. وأمَر نبيَّه -صلى الله عليه وسلم- بذلك، فقال له: (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ)[الْمُؤْمِنُونَ: 96].

 

وعن أبي ذر -رضي الله عنه- قال: قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ، وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ"(أخرجه الإمام أحمد في مسنده).

 

وجعَل ذلك من صفات الناجين من هذه الأمة، فقال: (وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ)[الرَّعْدِ: 22]. ومن الماضين فقال -سبحانه-: (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ * وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ * أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ)[الْقَصَصِ: 52-54].

 

والأعمالُ -عبادَ اللهِ- كثيرةٌ، والقرباتُ متنوعةٌ، وكلُّها تدخل تحتَ باب إتباع السيئات بالحسنات؛ فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا، وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ؟". قالوا: بلى يا رسول الله. قال: "إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ؛ فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ، فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ"(أخرجه مسلم).

 

وعن أبي ذر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إِفْرَاغُكَ مِنْ دَلْوِكَ فِي دَلْوِ أَخِيكَ صَدَقَةٌ، وَأَمْرُكَ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهْيُكَ عَنِ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَتَبَسُّمُكَ فِي وَجْهِ أَخِيكَ صَدَقَةٌ، وَإِمَاطَتُكَ الْحَجَرَ وَالشَّوْكَ وَالْعَظْمَ عَنْ طَرِيقِ النَّاسِ لَكَ صَدَقَةٌ، وَهِدَايَتُكَ الرَّجُلَ فِي أَرْضِ الضَّالَّةِ صَدَقَةٌ"(أخرجه البخاري، والترمذي).

 

ومن أعظم هذه الأعمال التي يُكفِّر اللهُ بها السيئاتِ، ويمحو بها الخطيئاتِ: حسنةُ التوحيدِ. وما أدراكَ ما التوحيدُ؟! عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: سمعتُ رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يقول: "قَالَ اللَّهُ -تَعَالَى-: يَا ابْنَ آدَمَ، إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ مِنْكَ وَلَا أُبَالِي. يَا ابْنَ آدَمَ، لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ وَلَا أُبَالِي. يَا ابْنَ آدَمَ، إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الْأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لَا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لَأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً"(أخرجه الترمذي).

 

فما أحوجَنا -عبادَ اللهِ- إلى تكفيرِ السيئاتِ ومحوِ الخطيئاتِ؛ خاصَّةً في هذا العصر الذي طغَتْ فيه التِّقْنِيَةُ الحديثةُ، وصارت الفتنُ تُعرَض على قلبِ المؤمنِ عُودًا عُودًا؛ شُبُهَاتٌ وشهواتٌ، ومخالَفاتٌ ومُنكَراتٌ، في الليل والنهار، والسر والجهار؛ تَرِدُ عليه بغير استئذان ولا انتظار.

 

فيا أيها المذنبون، ويا أيها المقصرون: لا تيأسوا من رَوْح الله، ولا تقنطوا من رحمة الله؛ بل اجعلوا كلَّ ذنب تقترفونه دافعًا لعملٍ صالحٍ تستقبلونه؛ لتكونوا دومًا في رحاب الله ومغفرته، وستره ورحمته؛ فيشملكم بعفوه الواسع، ويحيطكم بسياجه المانع.

 

اللهمَّ اكفنا شرَّ هذه النفسِ الجَمُوحِ، ووفِّقْنا للتوبة النصوح، واجعَلْنا من الذين إذا أحسَنُوا استبشَرُوا، وإذا أساؤوا استغفَرُوا. أقول قولي هذا، وأستغفِر اللهَ لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب؛ فاستغفِروه إنه هو الغفور الرحيم.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله الذي أمهَل عبادَه فلم يُعجِّلْ لهم بالعقوبة، وشرَع لهم من الأعمال ما يَجْبُرون ما حصَل منهم من تقصير، ويعوضهم أضعافه من المثوبة، والصلاة والسلام على مَنْ أرسلَه ربُّه رحمةً لمن خافَ خطاياهُ واستوحَش ذنوبَه؛ صلَّى اللهُ وسلَّم وبارَك عليه، وعلى آلِه وصحابتِه والتابعينَ الذين أثنَى اللهُ عليهم في آياته المتلوَّة والمكتوبة.

 

أما بعدُ، فيا عبادَ اللهِ: لِيَحْذَرِ المؤمنُ مِنْ إلفِ المعاصي، واستمراءِ الخطيئاتِ، واعتيادِ السيئاتِ؛ فإنَّ ذلك أمارةُ الخذلانِ، وعلامةُ الحرمانِ، والبُعْدِ من الرحمنِ. وأمَّا مَنْ آلمَتْه سيئتُه، وأحزنَتْه خطيئتُه، وأهمَّتْه ذنوبُه؛ فإنَّ ذلك علامةُ الإيمان، والقربِ من الرحمن؛ والعبدُ على خيرٍ عظيمٍ ما دام على هذه الحال؛ فعن عبد الله بن عمر، عن أبيه -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ سَرَّتْهُ حَسَنَتُهُ، وَسَاءَتْهُ سَيِّئَتُهُ؛ فَذَلِكُمُ الْمُؤْمِنُ"(أخرجه الإمام أحمد والترمذي).

 

هذا وصلُّوا وسلِّموا على خيرِ خلقِ اللهِ، كمَا أمرَكم بذلك ربُّكم فقال -جل في علاه-: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 56].

 

فاللهمَّ صلِّ وسلِّمْ وزِدْ وبارِكْ على عبدك ورسولك نبينا محمد، وارض اللهمَّ عن الخلفاء الأربعة الأئمة الحنفاء: أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وعن باقي العشرة، وأصحاب الشجرة، وعن سائر الصحابة أجمعين، وعن التابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين.

 

اللهمَّ أعِزَّ الإسلامَ والمسلمينَ، واحْمِ حوزةَ الدينِ، وانصُرْ عبادَكَ الموحِّدينَ. اللهمَّ فَرِّجْ همَّ المهمومينَ من المسلمين، ونَفِّسْ كربَ المكروبينَ، واقضِ الدَّيْن عن المدينين، واشف مرضانا ومرضى المسلمين.

 

اللهمَّ آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، وأيِّد بالحق والتوفيق والتسديد إمامَنا ووليَّ أمرنا خادمَ الحرمين الشريفين؛ اللهمَّ أَطِلْ عمرَه في صحةٍ وعافيةٍ، ونعمةٍ سابغةٍ ضافيةٍ، اللهمَّ وفِّقْه ووليَّ عهده الأمين لِمَا فيه صلاح البلاد والعباد، وعز للإسلام والمسلمين يا ربَّ العالمينَ.

 

اللهمَّ احفظ جندنا المرابطين على الحدود والثغور؛ اللهمَّ احرسهم بعينك التي لا تنام، واكنفهم برُكنِكَ الذي لا يرام، يا ذا الجلال والإكرام.

 

اللهمَّ كن لإخواننا المستضعَفين في كل مكان مُؤيِّدًا وظهيرًا، ومُعِينًا ونصيرًا، اللهمَّ كُنْ لهم في فلسطين، وفي السودان، وفي كل مكان، اللهمَّ أَبدِلْ ضعفَهم قوةً، وخوفَهم أمنًا، وبؤسَهم سعةً ورخاءً يا ربَّ العالمينَ.

 

اللهمَّ اغفر لنا ما قدَّمْنا وما أخَّرْنا، وما أسررنا وما أعلَّنا، وما أنتَ أعلمُ به منا؛ أنتَ المُقدِّمُ وأنتَ المؤخرُ، لا إله إلا أنتَ.

 

اللهمَّ هيِّئْ لنا من الأعمال، ويسِّرْ لنا من الأقوال ما تُكفِّرُ به عَنَّا الذنوبَ، وتستر به عَنَّا العيوب، وتفرج به عَنَّا الكروب، وتبعد به عَنَّا الخطوب؛ إنكَ أنتَ علامُ الغيوبِ.

 

(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)[الْبَقَرَةِ: 201]، (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)[الصَّافَّاتِ: 180-182].

 

 

المرفقات

إتباع السيئات بالحسنات سبيل النجاة.doc

إتباع السيئات بالحسنات سبيل النجاة.pdf

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات