عناصر الخطبة
1/ حال الأُمَم من دون الإسلام. 2/ ضَلال الذين يُحيون مآثرَ الجاهلية. 3/ آثار الأمم المكذِّبة للعبرة لا للاحتفاء. 4/ التماثيل وإحياء معالم الوثنيَّة.اقتباس
إلّا أنَّهُ لا يَفتأُ المفسِدونَ بأبواقِهِم المأجورةِ يَنعقونَ في الناسِ تَذمُّرًا منْ نورِ التَّوحيدِ، وتمجيدًا للجاهليَّةِ وأصنامِها ومعابدِها وظُلماتِها وأفكارِها، يريدونَ ارتكاسَ الخلقِ في ذلكَ المستنقَعِ، حتى ينخلعوا من دينِ الإسلامِ، فتكونَ تلكَ الجاهليّاتُ...
الخطبة الأولى
الحمدُ للهِ الذي هدانا للإسلامِ وأعلى منارَهُ، وبيَّن أحكامَهُ وشيَّد أركانَهُ، وأزهقَ الباطلَ وأذلَّ منْ أحيا آثارَهُ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، وأشهدُ أنَّ محمّدًا عبدُهُ ورسولُهُ، صلّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ تسليمًا كثيرًا.
أمّا بعدُ: فاتَّقوا اللَّهَ -عبادَ اللَّهِ- حقَّ التَّقوى، وراقبوهُ في السِّرِّ والنَّجوى، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ).
عباد الله: هلْ تعلمونَ مَنْ أبغضُ النّاسِ إلى اللهِ؟
يُجيبنا رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فيقول: “أَبْغَضُ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ ثَلاَثَةٌ: مُلْحِدٌ فِي الحَرَمِ، وَمُبْتَغٍ فِي الإِسْلامِ سُنَّةَ الجَاهِلِيَّةِ، وَمُطَّلِبُ دَمِ امْرِئٍ بِغَيْرِ حَقٍّ لِيُهَرِيقَ دَمَهُ”(رواه البخاري).
حديثُنا عنْ هذا الشَّقيِّ الثّاني وهو “الذي يبتغي في الإسلام سنّةَ الجاهلية”.
إنَّهُ الذي يطلبُ في المسلمينَ -بعدما هداهم اللهُ للإسلامِ- إحياءَ مآثرِ تلكَ الفترةِ الجاهليّةِ التي كانتْ قبلَ أنْ يُشرقَ نورُ الإسلامِ، أو يسعى في بقائِها أو إشاعَتِها.
إنَّ اللهَ ما أنعمَ على عبادِهِ بنعمةٍ أعظمَ منَ الإسلامِ، الذي أخرجَهم بهِ منَ الظُّلُماتِ إلى النُّورِ، ومنَ الضَّلالِ إلى الهُدى، ومنَ الظُّلمِ إلى العدلِ.
كيفَ كانَ النّاسُ قبلَ نورِ الإسلامِ؟ يقولُ النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: “إِنَّ اللهَ نَظَرَ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ، فَمَقَتَهُمْ عَرَبَهُمْ وَعَجَمَهُمْ، إِلَّا بَقَايَا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ”(رواه مسلم).
كانَ النّاسُ على جاهليَّةٍ في الاعتقادِ والشَّرائعِ والأحكامِ والأخلاقِ، يُحدِّثُكَ عنْ ذلكَ جعفرُ بنُ أبي طالبٍ رضيَ اللهُ عنهُ عندما سألهُ النَّجاشيُّ مَلِكُ الحبشةِ قائلًا له: “مَا هَذَا الدِّينُ الَّذِي فَارَقْتُمْ فِيهِ قَوْمَكُمْ وَلَمْ تَدْخُلُوا فِي دِينِي وَلَا فِي دِينِ أَحَدٍ مِنْ هَذِهِ الْأُمَمِ؟” فَقَالَ لَهُ: “أَيُّهَا الْمَلِكُ، كُنَّا قَوْمًا أَهْلَ جَاهِلِيَّةٍ نَعْبُدُ الْأَصْنَامَ، وَنَأْكُلُ الْمَيْتَةَ، وَنَأْتِي الْفَوَاحِشَ، وَنَقْطَعُ الْأَرْحَامَ، وَنُسِيءُ الْجِوَارَ يَأْكُلُ الْقَوِيُّ مِنَّا الضَّعِيفَ، فَكُنَّا عَلَى ذَلِكَ، حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ إِلَيْنَا رَسُولًا مِنَّا نَعْرِفُ نَسَبَهُ وَصِدْقَهُ وَأَمَانَتَهُ وَعَفَافَهُ، فَدَعَانَا إِلَى اللَّهِ -تعالى- لِنُوَحِّدَهُ وَنَعْبُدَهُ وَنَخْلَعَ مَا كُنَّا نَعْبُدُ نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِنْ دُونِهِ مِنَ الْحِجَارَةِ وَالْأَوْثَانِ، وَأَمَرَ بِصِدْقِ الْحَدِيثِ، وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ، وَصِلَةِ الرَّحِمِ، وَحُسْنِ الْجِوَارِ، وَالْكَفِّ عَنِ الْمَحَارِمِ وَالدِّمَاءِ. وَنَهَانَا عَنْ الْفَوَاحِشِ، وَقَوْلِ الزُّورِ، وَأَكْلِ مَالِ الْيَتِيمِ، وَقَذْفِ الْمُحْصَنَةِ. وَأَمَرَنَا أَنْ نَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ لَا نُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا وَأَمَرَنَا بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَالصِّيَامِ. فَعَدَّدَ عَلَيْهِ أُمُورَ الْإِسْلَامِ”. قَالَ: “فَصَدَّقْنَاهُ وَآمَنَّا بِهِ”(رواه أحمد).
هكذا كانتِ الأممُ جميعُها إلّا بقايا منْ أهلِ الكِتابِ، أممٌ تتقلَّبُ في وثنيَّةٍ وشركٍ، يعبدونَ الأوثانَ، يُقرُّ أغلبُهم بوجودِ اللهِ وربوبيّتِهِ، إلّا أنَّهُم يعبدونَ معهُ آلهةً أخرى، نصبُوا لكلِّ طاغوتٍ صنمًا، وجعلوا لكلِّ إلهٍ باطلٍ كَهَنةً ومعبَدًا، يقومُ عليهِ السَّحَرةُ والعَرّافونَ والدَّجاجِلَةُ، يُرهِبونَ النّاسَ بالخُرافةِ والشَّعوذةِ.
سَنّوا لهم شرائعَ تحكمُهم بالأهواءِ المُضلّةِ، واتَّخذوا أحبارَهم ورهبانَهم أربابًا مِنْ دونِ اللهِ، مجتمعاتٌ مليئةٌ بالفواحشِ، يسودُ فيها الظُّلمُ والجَورُ، يَبطشونَ بطشَ الجبّارينَ، ويتناصرونَ على العِرقِ واللَّونِ والقبيلةِ والدَّمِ، حتى يأكلَ القويُّ الضعيفَ، ويَسحقَ الغنيُّ الفقيرَ.
جاءَ الإسلامُ ليُخرجَ الناسَ منْ عبادةِ الأوثانِ والإنسانِ إلى عبادةِ اللهِ الملكِ الحقِّ الواحدِ الأحدِ، ومِن جَورِ الأديانِ إلى عدلِ الإسلامِ، ومن تحريفِ الكهّانِ إلى صفاءِ القرآنِ، ومِنْ ضيقِ الدُّنيا إلى سَعَةِ الدُّنيا والآخرةِ، يُريهِمُ الآياتِ البيّناتِ على أنَّهُ وحدَهُ الحقُّ وما سواهُ باطلٌ، أرسلَ رُسلَهُ بدينِ العدلِ والرَّحمةِ، فحرَّمَ الظُّلمَ والفواحشَ، وجعلَ الناسَ سواسيةً، لا فضلَ لأحدٍ إلّا بالتقوى والعملِ الصالحِ.
بدأَ النورُ يسري في جنَباتِ الدنيا، وأزهقَ اللهُ الباطلَ وأهلَهُ، وأعلى منارَ الإسلامِ، وباتَ المسلمونَ يلعنونَ الجاهليّةَ التي كانوا فيها موتى ثمَّ أحياهمُ اللهُ، ويضعونَها حيثُ قالَ النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- في حَجّةِ الوداعِ: “أَلَا كُلُّ شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ تَحْتَ قَدَمَيَّ مَوْضُوعٌ”(رواه مسلم).
إلّا أنَّهُ لا يَفتأُ المفسِدونَ بأبواقِهِم المأجورةِ يَنعقونَ في الناسِ تَذمُّرًا منْ نورِ التَّوحيدِ، وتمجيدًا للجاهليَّةِ وأصنامِها ومعابدِها وظُلماتِها وأفكارِها، يريدونَ ارتكاسَ الخلقِ في ذلكَ المستنقَعِ، حتى ينخلعوا من دينِ الإسلامِ، فتكونَ تلكَ الجاهليّاتُ البائدةُ هي المنطلَقَ والهُويّةَ والأصلَ الذي يُنتسَب إليه.
فسعَوا إلى رفع شأنِها، والفخر بجاهليّتِها، وأعلنوا الانتسابَ لها ولأهلِها بدلًا منَ الانتسابِ لهذا الدينِ العظيمِ والعروةِ الوُثقى.
لقد انْتَسَبَ رَجُلَانِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، فَقَالَ أَحَدُهُمَا أَنَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ! فَمَنْ أَنْتَ لَا أُمَّ لَكَ؟ فَقَالَ رَسُولُ -صلى الله عليه وسلم-: “انْتَسَبَ رَجُلَانِ عَلَى عَهْدِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام، فَقَالَ أَحَدُهُمَا: أَنَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ -حَتَّى عَدَّ تِسْعَةً- فَمَنْ أَنْتَ لَا أُمَّ لَكَ؟ قَالَ: أَنَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ ابْنُ الْإِسْلَامِ. قَالَ: فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام: أَنَّ هَذَيْنِ الْمُنْتَسِبَيْنِ، أَمَّا أَنْتَ أَيُّهَا الْمُنْتَمِي أَوْ الْمُنْتَسِبُ إِلَى تِسْعَةٍ فِي النَّارِ فَأَنْتَ عَاشِرُهُمْ، وَأَمَّا أَنْتَ يَا هَذَا الْمُنْتَسِبُ إِلَى اثْنَيْنِ فِي الْجَنَّةِ فَأَنْتَ ثَالِثُهُمَا فِي الْجَنَّةِ”(رواه أحمد).
إنّ هؤلاءِ الذينَ يفخرونَ بآبائِهم وأجدادِهم الذينَ عاشوا الجاهليّةَ برِكسِها وضَلالِها، يتوجَّهُ إليهم توبيخٌ شديدٌ مِنَ النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- إذْ يقولُ: “لَا تَفْتَخِرُوا بِآبَائِكُمُ الَّذِينَ مَاتُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَمَا يُدَهْدِهُ الـجُعَلُ بِمَنْخَرَيْهِ (يعني ما تُدحرِجُهُ تلكَ الحشرةُ منَ الوسَخِ والنَّتْنِ)، خَيْرٌ مِنْ آبَائِكُمُ الَّذِينَ مَاتُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ”(رواه أحمد).
لقدْ خلتْ منْ قبلِنا في هذهِ الدُّنيا أممٌ، مكَّنهمُ اللهُ في الأرضِ، فأثاروها وعمروها، جعلَ اللهُ لهمُ الجناتِ والعيونَ والأنهارَ، ونحتوا منَ الجبالِ بيوتًا فارهينَ، وشيَّدوا في سهولِها قصورًا آمنينَ، وأمدَّهمُ اللهُ بأنعامٍ وبنينَ، وكنوزٍ ومقامٍ كريمٍ، وأرسلَ إليهمْ رُسلًا مبشِّرينَ ومنذرينَ، فكفروا باللهِ ربِّ العالمينَ، فجعلهُم عبرةً للأوّلينَ والآخِرينَ، وجعلَ آثارَهم شاهدةً على هلاكِهم إلى يومِ الدِّينِ، قالَ اللهُ -تعالى-: (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ) [الأنعام: 11].
جعلَ اللهُ آثارَ هؤلاءِ المكذّبينَ عبرةً يراها النّاسُ ليعلموا أنَّ وعدَ اللهِ حقٌّ، وأنَّ كلمةَ اللهِ هيَ العُليا ولو كرهَ الكافرونَ. إنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- مرَّ على ديارِ ثمودَ، تلكَ الحضارةِ البائدةِ التي جعلَها اللهُ أثرًا بعدَ عينٍ، شاهدةً على مصيرِ المكذّبينَ فقال: “لا تَدْخُلُوا عَلَى هَؤُلاَءِ المُعَذَّبِينَ إِلَّا أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ، فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا بَاكِينَ فَلا تَدْخُلُوا عَلَيْهِمْ، لا يُصِيبُكُمْ مَا أَصَابَهُمْ”(رواه البخاري ومسلم).
هذا هو حالُ المؤمنِ إذا مرَّ على ديارِ الأممِ الذينَ كفروا باللهِ ورُسلِهِ، وجعَلهمْ لِـمَنْ خلفهم آيةً، ألّا يدخلَ عليهم ديارَهمْ إلّا وَجِلًا خائفًا معتبِرًا بما حلَّ بهمْ، لا أنْ يُساكنَهم ولا أنْ يحتفيَ بها وبما فيها منْ آثارِهم.
بارَكَ اللهُ لي ولكم في القُرآنِ العظيمِ، ونَفَعَني وإيّاكم بما فيه من الآياتِ والذِّكرِ الحكيمِ، وأستغفِرُ اللهَ لي ولكم فاستغفِروه، إنَّهُ هو الغفورُ الرّحيمُ.
الخطبة الثانية:
الحمدُ للهِ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومَن والاهُ، وبعدُ:
عبادَ اللهِ: لقد دَخَلَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- مَكَّةَ وَحَوْلَ الكَعْبَةِ ثَلاَثُ مِائَةٍ وَسِتُّونَ نُصُبًا، فَجَعَلَ يَطْعُنُهَا بِعُودٍ فِي يَدِهِ، وَجَعَلَ يَقُولُ: (جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا) [الإسراء: 81]. (رواه البخاري ومسلم).
في دينِنا وشريعتِنا: لا تُصنعُ التَّماثيلُ بل تُطمسُ، هذهِ وصيّةُ رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، كما قالَ عليُّ بنُ أبي طالبٍ رضيَ اللهُ عنهُ لأَبِي الْهَيَّاجِ الْأَسَدِيّ: “أَلَا أَبْعَثُكَ عَلَى مَا بَعَثَنِي عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-؟ “أَنْ لَا تَدَعَ تِمْثَالًا إِلَّا طَمَسْتَهُ وَلَا قَبْرًا مُشْرِفًا إِلَّا سَوَّيْتَهُ”(رواه مسلم).
لقدْ جاءتِ النُّصوصُ صريحةً صحيحةً بتحريمِ صناعةِ التَّماثيلِ لكلِّ ذاتِ روحٍ، وجَعْلِهَا منَ الكبائرِ، فإنَّ ذلكَ هو أصلُ حدوثِ الشِّركِ في العالمِ.
ولقدْ كسَّرَ إبراهيمُ عليهِ السلامُ الأوثانَ بيدَيهِ، ومعَ ذلكَ أقبلَ يدعو ربَّهُ خائفًا يقولُ: (وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ * رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ) [إبراهيم: 35- 36].
فإيّاكَ أنْ تأمنَ الفتنةَ بالأوثانِ أو تظنَّ أنَّ الأمَّةَ الإسلاميّةَ بمنأًى عنْ ذلكَ، فإنَّ النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- أخبرَ أنَّ الشركَ بها سيقعُ في الأمّةِ مرةً أخرى حتى تُعبَدَ منْ دونِ اللهِ، قالَ النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: “لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَضْطَرِبَ أَلَيَاتُ نِسَاءِ دَوْسٍ عَلَى ذِي الخَلَصَةِ” وَذُو الخَلَصَةِ طَاغِيَةُ دَوْسٍ الَّتِي كَانُوا يَعْبُدُونَ فِي الجَاهِلِيَّةِ. (رواه البخاري ومسلم)، وقالَ النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: “لَا يَذْهَبُ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ حَتَّى تُعْبَدَ اللَّاتُ وَالْعُزَّى”(رواه مسلم)، وقالَ النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: “وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَلْحَقَ قَبَائِلُ مِنْ أُمَّتِي بِالْمُشْرِكِينَ، وَحَتَّى تَعْبُدَ قَبَائِلُ مِنْ أُمَّتِي الْأَوْثَانَ”(رواه أبو داود).
فالواجبُ على كلِّ مسلمٍ ألّا يُعظِّمَ إلّا ما عظَّمهُ اللهُ ورسولُهُ -صلى الله عليه وسلم-، وأنْ يبرأَ منَ الجاهليّةِ وأوثانِها وضلالِها، وأنْ يعتزَّ بدينِهِ وإسلامِهِ.
أبي الإسلامُ لا أبَ لي سواهُ *** إذا افتخَروا ببَكْرٍ أو تميمِ
بدعوى الجاهليَّةِ لم أُجِبهُم *** ولا يَدْعُو بِـهـا غيرُ الأثيمِ
اللهمَّ حبِّبْ إلينا الإيمانَ، وزيَّنهُ في قلوبِنا، وكرِّهْ إلينا الكُفرَ والفسوقَ والعصيانَ، واجعلْنا منَ الرَّاشدينَ.
اللهمَّ توفَّنا مسلِمينَ، وأحيِنا مسلِمينَ، وألحقنا بالصالحينَ، غيرَ خزايا، ولا مفتونينَ.
اللهمَّ قاتلِ الكفرةَ الذينَ يُكذِّبونَ رسلكَ، ويَصدُّونَ عنْ سبيلِكَ، واجعلْ عليهمْ رِجزَكَ وعذابَكَ إلهَ الحقِّ.
اللَّهُمَّ انصُرِ الإسلامَ وأعِزَّ المسلمينَ، وأهْلِكِ اليهودَ المجرمينَ، اللَّهُمَّ وأنزِلِ السَّكينةَ في قلوبِ المجاهدينَ في سبيلِكَ، ونَجِّ عبادَكَ المستضعَفينَ، وارفعْ رايةَ الدِّينِ، بقُوَّتِكَ يا قويُّ يا متينُ.
اللَّهُمَّ اغفِرْ لِلمُسلِمِينَ وَالمُسلِمَاتِ، وَالمُؤمِنِينَ وَالمُؤمِنَاتِ، الأَحيَاءِ مِنهُم وَالأَموَاتِ. اللَّهُمَّ وَفِّقْ وَلِيَّ أَمرِنَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرضَى، وَخُذْ بِنَاصِيَتِهِ لِلبِرِّ وَالتَّقوَى. رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنيَا حَسَنَةً، وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
عِبَادَ اللَّهِ: اُذكُرُوا اللَّهَ ذِكرًا كَثِيرًا، وَسَبِّحُوهُ بُكرَةً وَأَصِيلًا، وَآخِرُ دَعوَانَا أَنِ الحَمدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم