خطبة رحلة حاج الى بيت الله الحرام

الحمدُ للهِ ربِّ العالمين وليِّ الصالحين وإلهِ العالمينَ، وأشهدُ أن لَّا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُهُ صلَّى اللهُ عليه، وعلى آلِهِ وأصحابِهِ وسلَّمَ تسليمًا كثيرًا إلى يومِ الدِّينِ، أمَّا بَعْدُ:

فاتقوا اللهَ يا عبادَ اللهِ، واعلَمُوا أنَّ التَّقوَى في الفوزُ والنجاةُ (( وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ )).

الشيخُ الحاجُّ عثمانُ دَابُو -رحِمَهُ اللهُ تعالى- جمهوريةُ زَامبِيَا في أقْصَى الغربِ الإفريقيِّ تجاوزَ الثَّمانِينَ منَ عُمُرِهِ يُحدِّثُنا عن رحلتِهِ الطَّويلَةِ قبلَ خمسينَ عامًا إلى بيتِ اللهِ العتيقِ ماشيًا على قدميْهِ مع أربعةٍ من أصحابِهِ إلى مكةَ. قاطِعِين قارةَ أَفرِيقيَا من غربِها إلى شرقِها لم يركبُوا فيها إلا مَرَّاتٍ قليلةٍ منقطعةٍ على بعضِ الدَّوابِّ إلى أن وصلوا إلى البحرِ الأحمرِ، ثم ركبُوا سفينةً إلى مِيناءِ جِدَةَ ، استمرتْ الرحلةُ أكثرَ من سنتينِ ينزلونَ أحيانًا لبعضِ المدنِ للتكسُّبِ والرَّاحةِ والتزوُّدِ بنفقاتِ الرحلةِ، ثم يواصلون المسيرَ إلى بيتِ اللهِ الحرامِ، ولَمَّا سُئلَ الشيخُ عثمانُ اليسَ حجُّ بيتِ اللهِ الحرامِ فرضًا على المستطيعِ، وأنتم في ذلك الوقتِ غيرُ مستطيعين؟ قالوا: نعمْ، ولكنَّنا تذكَّرنا قصةَ إبراهيمَ عليه السلام عندما ذهبَ إلى أهلهِ بوادٍ غير ذي زرعٍ عند بيتِ اللهِ المحرمِ، فقال : أحدُنا ونحنُ جالسون نحن الآن شبابٌ أصحاءُ أقوياءُ فما عذرُنا عندَ الله تعالى إنْ نحن قصَّرنا في المسيرِ إلى بيتِهِ المحرمِ خاصةً، وأنَّنا نظنُّ أنَّ الأيامَ لنْ تزيدَنا إلا ضعفًا فلماذا التأخُّرُ؟ فهيَّجَنَا واستحثَّنَا على السفرِ مُستعينين باللهِ تعالى.

خرجَ الخمسةُ منْ دُورِهم وليسَ معهم إلا قُوتٌ لا يكفيهم أكثرَ من أسبوعٍ والدَّافعِ إلى ذلك السفرِ هو تحقيقُ قولَ اللهِ تعالى: (( وَلله عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ )) ، أصابَهم في الطريقِ من المشقةِ والضيقِ والكربِ ما اللهُ به عليمٌ، فكم من ليلةٍ باتوا فيها على جوعٍ حتَّى كادوا يَهلكُون، وكم من ليلةٍ طاردتْهُم السِّباعُ وفارقَهم لذيذُ المنامِ، وكم من ليلةٍ أحاطَ بِهم الخوفُ من كلَّ مكانٍ وقُطَّاعُ الطريقِ يتعرضون للمسافرين في كلِّ وادٍ.

يقولُ الشيخُ عثمانُ : تُهت ذاتَ ليلةٍ في سفري إلى مكةَ فأصابتني حُمَّى شديدةٌ، وألَمٌ عظيمٌ أقعدني وأسهرني وشَممتُ رائحةَ الموتِ تسْرِي في عُروقِي، فكانَ أصحابي يذهبونَ إلى العملِ وكنت أمكُثُ تحت ظلِّ شجرةٍ إلى أنْ يأتوا في آخرِ النهارِ، وكانَ الشيطانُ يوسوسُ في صدرِي ويقولُ لي : أَمَا كانَ الأولى أنْ تبقَى في أرضِك، لماذا تكلفُ نفسَك ما لا تُطيقُ؟ ألَمْ يَفرضْ اللهُ عز وجل الحجَّ على المستطيعِ فقط ؟.

فَثقُلتْ نفسِي وكِدتُ أضْعُفُ فلمَّا جاء أصحابِي نظرَ أحدُهم إلى وجْهِي وسألَنِي عن حالِي، فالْتَفَتُّ عنهُ ومسحتُ دمعةً غلبتني فكانَّه أحسَّ ما بي، فقال: "قُمْ وتوضَأْ وصلِّ ولنْ تجدَ إلا خيرًا بإذنِ اللهِ ، (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِيِنَ )) . (( وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إلَّا عَلَى الْخَاشِعيِنَ )) وأنشرحَ صدري، وأذهبَ اللهُ عني الحزنَ وللهِ الحمدُ.

يقولُ الشيخُ عثمانُ: وماتَ ثلاثةٌ منَّا في الطَّريقِ كانَ آخرُهم في عَرْضِ البحرِ، والعجيبُ أنَّ وصيِّتَه قبلَ أنْ يَموتَ لصاحِبَيْهِ إذا وصلتُم إلى المسجدِ الحرامِ، فأخبرُوا اللهَ عز وجل شوقِي للقَائِهِ، وأَسألُهُ أنْ يجمعنَيِ ووالدَتِي في الجنَّةِ مع النبيينَ.

قالَ الشيخُ عثمانُ: ولما ماتَ صاحبُنا الثالثُ نزلَ بي همٌّ شديدٌ وغمٌّ عظيمٌ، وكان ذلك أشدَّ ما لِقيتُ في رِحلَتِي، فلقد كان الثالثُ أكثرَنا صبرًا وقوةً، ولقد خَشِيتُ أنْ أموتَ قبلَ أنْ أنعمَ بالوصولِ إلى المسجدِ الحرامِ، فكنتُ أحْسِبُ اللَّيالي والسَّاعاتِ على أحرَّ من الجمرِ، فلمَّا وصلْنا إلى جِدَّةَ مرضْتُ مرضًا شديدًا، وخَشيتُ أنْ أموتَ قبل أنْ أصلَ إلى مكةَ، فأوصيْتُ صاحِبَيَّ أنَّنِي إذا مِتُّ أنْ يكفنَانِي في إحرامِي، و يقرباني قدرَ طاقتِهما إلى مكةَ لعلَّ اللهَ أنْ يضاعِفَ لِيَ الأجرَ ويتقبَّلَني في الصالحين، ومكثْنا في جدةَ كما يقولُ عثمانُ، ثم سِرْنا أيامًا، ثم أكملنا طريقَنا إلى مكةَ.

يقولُ الشيخُ عثمانُ: فكانتْ أنفاسِي تتسارعُ والبِشْرُ يَمْلَأُ وجهي ويهزُّني ويَشُّدُّني إلى أنْ وصلْنا إلى المسجدِ الحرام، ثم سكتَ الشيخُ وأخذُ يُكَفِّفُ عَبَرَاتِهِ، وأَقسمَ باللهِ تعالى. أي: الشيخُ عثمانُ، إنَّه لم يَرَ لذةً في حياته كتلكَ اللَّذَّةِ التي غمرت قلبُهُ لما رأى الكعبةَ المشرفةَ.

ثم قالَ الشيخُ عثمانُ: ولما رأيتُ الكعبةَ سجدتُ للهِ شكرُا وأخذتُ أبكي من شدةِ الرهبةِ والهيبةِ كما يبكِي الأطفالُ، ما أشرفَ هذا البيتَ، وما أعظمَهُ مِنْ كلِّ مكانٍ.

وقالَ الشيخُ عثمانُ: ثم تذكرت أصحابي الذين لم يتيسرْ لهم الوصولُ إلى المسجدِ الحرامِ فحمدتُ اللهَ عز وجل على نعمتِهِ وفضلِهِ عليَّ، ثم سألتُهُ أنْ يكتبَ خطواتِهم، وألَّا يحرمَهم الآجرَ، وأن يجمعَنَا بِهم في مقعدِ صدقٍ عند مليكٍ مقتدرٍ تلك هي قصةُ الشيخِ عثمانَ دابو بقدومِهِ مِن أقصَى إفريقيا إلى مكةَ مع أصحابِهِ ماشيًا على قدمَيْهِ.

ولما قرأتُ هذه القصةَ تذكرتُ قولَهُ تعالى: (( وَسَارِعُوا إلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ والْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ )) ، إقبالٌ جادٌّ على الطاعةِ إقبالٌ لا يعرفُ التكاسلَ أو التسويفَ إقبالٌ تتساقطُ تحتَهُ العراقيلُ والعقباتُ إقبالٌ بِهمَّةٍ صادقةٍ وعزيمةٍ عاليةٍ تنبعُ من قلبٍ متعلقٍ بمحبة اللهِ وامتثالٍ لأمرِ اللهِ عز وجل قرأتُ القصةَ وأنا أردِّدُ قولَ اللهِ تعالى: ﴿ وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجً عَمِيقٍ)).

قرأتُ القصةَ ثم تأملتُ حالَ كثيرٍ من بني قومِنَا من المسلمين في هذا العصرِ، ممن تحققتْ فيهم الشروطُ الشرعيةُ الموجِبةُ لحجِّ بيتِ اللهِ الحرامِ فقد أُعطُوا الصحةَ والمالَ والقوةَ والغِنى، ومع ذلك يؤخرون الحجَّ والرسولُ ﷺ يقولُ: "مَنْ أرادَ الحجَّ، فليتعجَّلْ فإنه قد يمرضُ المريضُ، وتضلُّ الضَّالةُ، وتعرِضُ الحاجةُ"، وقالَ النبيُ ﷺ :"يا أيُّها الناسُ إنَّ اللهَ قد كتبَ عليكم الحجَّ فحُجُّوا" ، وقالَ ﷺ : " تَعَجَّلُوا الحجَّ، فإنَّ أحدَكم لا يدرِي ما يَعرضُ له" .

فاللهَ اللهَ، ومِنْ هذا المكانِ، ومن هذا المنبرِ المباركِ الطَّيِّبِ أناشدُ مَن وجدَ الصحةَ والعافيةَ والمالَ والقوةَ وأخَّرَ حجَّ بيتِ اللهِ الحرامِ بأعذارٍ واهيةٍ، ألَا فليتقِ اللهَ، ألَا فليتقِ اللهَ .

واعلمْ أنَّ الموتَ أقربُ إلى أحدِنا من شَرَكِ نعلِهِ فاتقِ اللهَ وبادرْ إلى حجِّ بيتِ اللهِ الحرامِ، فالعمرُ قصيرٌ فلنْ ينفعَكَ مالُكَ ولا صحتُكَ إذا لم تكنْ في طاعةِ اللهِ ، والرسولُ ﷺ يقولُ: "الحجُّ المبرورُ ليسَ له جزاءٌ إلا الجنةَ" ، وقال ﷺ : "مَن حجَّ البيتَ، فلمْ يَرفُثْ، ولم يَفسُقْ رجعَ من ذنبِهِ كيومِ ولدتْهُ أمُّهُ" ، فاتقِ اللهَ يا رعاكَ اللهُ، وبادرْ إلى الحجِّ.

أقولُ ما تسمعونُ، واستغفرُ اللهَ لي ولكم، فاستغفروهُ إنَّه هو الغفورُ الرحيمُ.

الخطبة الثانية:

الحمدُ للهِ حمدًا طيبًا مباركًا فيه كما يحبُّ ربُّنا ويرضى، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه صلَّى اللهُ عليه، وعلى آله وصحبِه إلى يومِ الدِّينِ وسلَّم تسليمًا كثيرًا. أمَّا بَعْدُ:

(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا )) ، وعلى المسلمِ إذا عزمَ على الحجِّ أن يراعِي ما يلي :

أَوَّلًا: أنْ يحرصَ على الصُّحبةِ الصالحةِ التي تُعينُهُ وتُذكرُهُ، تُعينُهُ إذا ذكرَ وتُذكرُه إذا نَسِىَ .

ثَانِيًا: وعلى المرأةِ أنْ لَا تحَّج إلا بِمحرمٍ، فلا يجوزُ للمرأةِ أن تحجَّ إلا بمحرمٍ لقوله ﷺ : "لا يحلُّ لمرأةِ تؤمنُ باللهِ واليومِ الآخرِ أنْ تسافرَ إلا مع ذي محرمٍ" ، ولو كانتْ مع نساءٍ كُثْرٍ ، لأنَّ الرسولَ ﷺ جاءَهُ رجلٌ فقال: "إني أكتتبتُ في غزوةِ كذا وكذا، وأن امرأتي انطلقتْ حاجِّةً. فقال له المصطفى ﷺ "ارجعْ فَحُجَّ مع زوجتِك" ، فلمْ يسألْهُ الرسولُ ﷺ هلْ كانتْ مع رجالٍ ثقاتٍ أو غير ذلك، بلْ كانتْ مع أصحابِ رسولِ اللهِ ﷺ ، فالمرأةُ لا يجوزُ لها أنْ تسافرَ إلا مع ذي محرمٍ مهما كانتْ الوسائلُ.

ثَالِثًا : على مَن أرادَ حجَّ بيتِ اللهِ الحرامِ أن يتفقَّهَ في أحكامِ الحجِّ. وأن يسألَ قبل أن يذهبَ ، أو يقرأَ بعضَ الكُتيباتِ والرَّسائلِ حتى يكونَ على علمٍ وعلى بصيرةٍ ، "ومن يردْ اللهُ به خيرًا يفقِّهُ في الدِّينِ " .

أيُّها المؤمنون: نستقبلُ في هذه الأيامِ أيامَ عشْرِ ذي الحجةِ، وهي أيامٌ فاضلةٌ ، وعلى قولِ أكثرِ المحققين من أهلِ العلمِ هي أفضلُ أيام السَّنةِ ، قال اللهُ عز وجل عنها: (( وَالْفَجْرِ " وَلَيَالٍ عَشْرٍ )) ، وقال ﷺ: "ما من أيامٍ العملُ الصالِحُ أفضلُ من هذه الأيامِ، قالوا يا رسولَ اللهِ: ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ قالَ: ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ إلا رجلٌ خرجَ بمالِهِ ونفسِهِ، ولم يرجعْ من ذلك بشيءٍ" ..

فعلى المسلمِ أنْ يحرصَ على الأعمالِ الصالحةِ في هذه الأيامِ، ومنها الذكرُ، وقراءةُ القرآنِ، وكثرةُ النوافلِ، والصدقةُ الصيامُ، وصيامُ التسعِ فلا بأسَ به، ومنها التكبيرُ والتحميدُ، والتهليلُ ، فأكثروا من التكبيرِ يا عبادَ اللهِ في هذه الأيامِ في الطرقاتِ والبيوتِ والمساجدِ.

وصفةُ التكبيرِ هي: "اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ لا إلهَ إلا اللهُ، اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ وللهِ الحمدُ، اللهُ أكبرُ كبيرًا والحمدُ للهِ كثيرًا، وسبحانَ اللهِ بكرةً وأصيلًا".

ألا وإنَّ من الأعمالِ الصَّالحةِ الأضحيةَ كما في حديث أنس رضي الله عنه.

قال: "ضحَّى النبيُّ ﷺ بكبشَينِ أملحَينِ أقرنَينِ، ذبَحهما بيدِه، وسمَّى وكبَّر، ووضَع رجلَه على صِفاحِهما" .

ومنْ أرادَ أنْ يُضحِّيَ، فلا بأخذْ من شعرِهِ، ولا من أظفارِهِ عند دخولِ العشرِ، ومن أخذَ من شعرِهِ وهو يريدُ أنْ يضحِّيَ فأضحيتُهُ صحيحةٌ وعليه الإثمُ.

ثم عبادَ اللهِ: يسألُ بعضُ الناسِ عن حكمِ الأضاحي خارجَ هذه البلادِ أو إعطائِها بعضَ المؤسساتِ الخيريةِ، فهذا الأمرُ لا بأسَ به والأفضلُ أن يشتريَ الإنسانُ الأضحيةَ بنفسِهِ، وأنْ يذبَحَها بنفسِهِ؛ لأنَّ المقصودَ بالأضحيةِ ليس الصدقةُ ببدنِها وإنما المقصودُ بالأضحيةِ هي إظهارُ شعائرِ اللهِ عز وجل (( ذَلِكَ ومَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ))

فعلى المسلمِ أنْ يشترِيَ الأضحيةَ بنفسِهِ، وأنْ يباشِرهَا ولا بأسَ بالتوكيلِ بالذبحِ ..

فاتقوا اللهَ يا عبادَ اللهِ، وعظِّموا شعائرَ اللهِ فمَن يعظِّمْ شعائرَ اللهِ فإنَّ ذلك دليلٌ على تقوى قلبهِ، كما قالَ ربُّنا جلَّ في علاه ((ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ )) .

ثم صلُّوا وسلِّموا على مَن أمرَكُم اللهُ بالصَّلاة والسَّلام عليه، اللَّهم صلِّ وسلِّم على عبدِك وخليلِك محمدٍ وارضَ اللَّهم عن الخلفاءِ الأربعةِ أبي بكرٍ وعمرَ الفاروقَ وعثمانَ وعليً وارضَ اللَّهم عنَّا وعنهم وعن سائرِ الصحابةِ أجمعين يا ربَّ العالمين.

اللَّهم احفظْ حجاجَ بيتِكَ الحرامِ، اللَّهم مَن أرادَ بحجاجِ بيتِك سوءًا فأشْغلْهُ في نفسِهِ، واجعلْ تدبيرَهُ تدميرًا عليه يا ذا الجلال والإكرام يا حيُّ يا قيومُ، اللَّهم إنَّا نسألُك يا ذا الجلال والإكرام أنْ تحفظَ حجاجَ بيتك الحرام، وأنْ تردَّهُم إلى بيوتِهم سالمين عالمين يا ربَّ العالمين.

اللَّهم وفقْ وليَّ أمرِنا لما تحبُّ وترضى وخذْ بناصيتِهِ للبرِّ والتقوى وأَعنْهُ على أمورِ ديِنهِ ودنياهُ، واجعلْ ولايتَنا فيمن خافَك واتَّقاكَ واتبعْ رضاكَ يا ربَّ العالمين يا حيُّ يا قيومُ.

اللَّهم تقبلْ منَّا واجعلْ هذه العشْرَ مباركةً علينا يا ذا الجلالِ والإكرامِ. اللَّهم أَعنَّا فيها على الأعمالِ الصالحةِ يا حيُّ يا قيومُ يا أكرمَ الأكرمينَ، ربَّنا تقبلْ منَّا إنَّك أنتَ السميعُ العليمُ، واغفرْ لنا إنَّك أنتَ الغفورُ الرحيمُ.

((سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ " وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ))، وصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ ...

المرفقات

1765979728_خطبة رحلة حاج الى بيت الله الحرام.docx

1765979738_خطبة رحلة حاج الى بيت الله الحرام.pdf

المشاهدات 51 | التعليقات 0