ذنوب اليدين
مالك البوم
تريد أن ترى نعمة عجية ومعجزة هندسية صعبة الفهم انظر إلى كف يدك وَفِي أَنفُسِكُمْ ۚ أَفَلَا تُبْصِرُونَ﴾ ﴿أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَلَّن نَّجْمَعَ عِظَامَهُ * بَلَىٰ قَادِرِينَ عَلَىٰ أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ﴾
تخيل حياة بدونها فلا لقمة ترفع ولا عورة تستر ولا يكتب العلم ولا يكتسب الرزق﴿وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۙ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾
يدك هذه تتوضأ فتسقط الذنوب وتلامس الأرض تذللا لله عند السجود وتمتد بالدعاء للسماء إن الله حيي كريم يستحيي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفراً خائبتين
فكيف ليد رفعت الدعاء أن تفعل أعظم جريمة في الأرض ﴿وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا﴾ "لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً"
كيف ليد أكلت من رزق الله أن تبطش " بعباد الله "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده" من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه حتى يدعها، وإن كان أخاه لأبيه وأمه
كيف ليد سجدت لله أن تمتد لسرقة خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى خبير.
ففتح الله علينا.
فلم نغنم ذهبا ولا ورقا.
لكن غنمنا المتاع والطعام والثياب.
ثم انطلقنا إلى الوادي.
ومع رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد له، فلما نزلنا الوادي قام عبد رسول الله صلى الله عليه وسلم يعد رحله.
فرمي بسهم.
فكان فيه حتفه.
فقلنا: هنيئا له الشهادة يا رسول الله! قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "كلا.
والذي نفس محمد بيده! إن الشملة قطعة من القماش.
لتلتهب عليه نارا، أخذها من الغنائم يوم خبير. تلك النعمة العظيمة حرام على ذلك السارق ﴿وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِّنَ اللَّهِ﴾
يد خلقت لمساعدتك في السعي للكسب الطيب فحاربت فيها رب الأرض والسماوات من أجل بيت أو سيارة ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ۖ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ﴾ لعنَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ آكلَ الرِّبا وموكلَهُ وشاهديهِ وَكاتبَهُ
وماذا نقول عن الغش والرشوة التي انتشرت بين أهل الإسلام لعن الله الراشي والمرتشي ﴿وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ﴾ الذين اذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون ألا يظن أولائك أنهم مبعوقون ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين.
ومن أخطر ما تقترفه هذه اليد هو قتْلُ الوقت دقائق وساعات تمضي منك على الشاشة في التقليب والتصفح والنظر إلى ما لا ينفع! "نِعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ.
في ضغطة نشرت فاحشة صورة محرمة حالات مليئة بالموسيقى ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾
اتهامات ونقاشات وكتابات ﴿فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا يَكْسِبُونَ﴾ ﴿سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ﴾
في يدك هذه تسلم على زميلة العمل وعلى قريبة لا تحل "لأن يُطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له" كُتِبَ علَى ابْنِ آدَمَ نَصِيبُهُ مِنَ الزِّنَا، مُدْرِكٌ ذلكَ لا مَحَالَةَ، فَالْعَيْنَانِ زِنَاهُما النَّظَرُ، وَالأُذُنَانِ زِنَاهُما الاسْتِمَاعُ، وَاللِّسَانُ زِنَاهُ الكَلَامُ، وَالْيَدُ زِنَاهَا البَطْشُ، وَالرِّجْلُ زِنَاهَا الخُطَا، وَالْقَلْبُ يَهْوَى وَيَتَمَنَّى، وَيُصَدِّقُ ذلكَ الفَرْجُ وَيُكَذِّبُهُ.
تستخدم هذه اليد الكريمة وتشوه كرامتها من قبل من يسأل الناس المال بغير حاجة ماسة ما يزال الرجل يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة ليس في وجهه مُزعةُ لحمٍ. أي كما لم يحفظ ماء وجهه في الدنيا واليد العليا خير من اليد السفلى
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا اله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
يدك عدوتك فانتبه منها وحاسبها ﴿الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَىٰ أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ ﴿حَتَّىٰ إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا ۖ قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (21) وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَن يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَٰكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِّمَّا تَعْمَلُونَ (22) وَذَٰلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنَ الْخَاسِرِينَ
والآن حان وقت التوبة أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ﴾
أرجع الحقوق مال مسروق اعتذر عن تعد امسح ما نشرته من المعاصي تحلل من مال الربا من مَن كانَتْ عِنْدَهُ مَظْلِمَةٌ لأخِيهِ فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْها، فإنَّه ليسَ ثَمَّ دِينارٌ ولا دِرْهَمٌ، مِن قَبْلِ أنْ يُؤْخَذَ لأخِيهِ مِن حَسَناتِهِ، فإنْ لَمْ يَكُنْ له حَسَناتٌ أُخِذَ مِن سَيِّئاتِ أخِيهِ فَطُرِحَتْ عليه.
استخدم نفس اليد الذي أذنبت فيها في طاعة وابدأ من الآن صدقة مسحة على رأس يتيم ساعد ضعيفاً كُلُّ سُلامَى مِنَ النَّاسِ عليه صَدَقَةٌ، كُلَّ يَومٍ تَطْلُعُ فيه الشَّمْسُ، يَعْدِلُ بيْنَ الِاثْنَيْنِ صَدَقَةٌ، ويُعِينُ الرَّجُلَ علَى دابَّتِهِ فَيَحْمِلُ عليها، أوْ يَرْفَعُ عليها مَتاعَهُ صَدَقَةٌ، والكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ، وكُلُّ خُطْوَةٍ يَخْطُوها إلى الصَّلاةِ صَدَقَةٌ، ويُمِيطُ الأذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ.
وفي ختام الحديث عن اليد أقول كم يد أجرمت في حق هذه الأمة وباعت دينها بعرض من الدنيا قليل وساعدت أعداء الله ودينه وظن صاحبها أنه بمنأى عن الحساب لكن قدر الله يدرك ذلك المجرم الكافر ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ﴾ هذا حال أهل الخيانة فكيف بأيادي المعتدين التي تجدد قصفها اليوم وما دور أيدينا في ذلك وإن عجزنا فأيدينا إلى السماء أقرب ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ﴾
"اللهم طهر أيدينا من الحرام، ومن دماء المسلمين، ومن أموالهم، واجعلها أيدٍ بيضاء بالخير، ممدودة بالعطاء، ولا تجعلها غلاً في أعناقنا يوم نلقاك."
المرفقات
1764911742_ذنوب اليدين.docx
1764911742_ذنوب اليدين.pdf