فِتْنَةُ الدَّجَّالِ الأعْوَر شرُّ غائب يُنْتَظَر
الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله الهويمل
فِتْنَةُ الدَّجَّالِ الأعْوَر شرُّ غائب يُنْتَظَر
الخطبة الأولى
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ . صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليماً ، أما بعد :-
فأوصيكم ونفسي بتقوى الله وطاعته والحذر من معصيته .
عباد الله : إن من أعظم الفتن والابتلاءات العظمى ، ومن أشراط الساعة الكبرى : خروج المسيح الدجال ، ولأن في خروجه فتنته من أعظم وأخطر الفتن على عقيدة المسلم ، فقد حذَّر الأنبياء والرسل أممهم من فتنته وعظيم الابتلاء به ، فَعَنْ أنَسٍ رضي الله عنه قالَ : قالَ رَسُولُ اللَّه ﷺ : { مَا مِنْ نَبِيٍ إلاَّ وَقَدْ أنْذَرَ أمَّتَهُ الأعْوَرَ الْكَذَّاب ، ألاَ إنَّهُ أعْوَرُ ، وإنَّ ربَّكُمْ عَزَّ وجلَّ لَيْسَ بأعْورَ ، مكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ ك ف ر } مُتَّفَقٌ عليه . إنها فتنة المسيح الدجال ، التي قال النبي صلى الله عليه وسلم عنها : { ما كانت فتنة ولا تكون حتى تقوم الساعة أكبر من فتنة الدجال } ، إن فتنة الدجال فتنة تُدهش العقول ، وتُفقد الصواب ، فإن الله تعالى يبتلي بالدجال الناس ، ليتبين الصادق من الكاذب ، والموقن من المرتاب . فمن فتنته أنه يقلب الحقائق ، ويُلَبِّس على الناس فيما معه من الخوارق ، فَعَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه أنه سمع النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول : ( إنَّ الدَّجَّالَ يَخْرُجُ ، وإنَّ معهُ ماءً ونارًا ، فأمَّا الذي يَراهُ النَّاسُ ماءً ، فَنارٌ تُحْرِقُ ، وأَمَّا الذي يَراهُ النَّاسُ نارًا ، فَماءٌ بارِدٌ عَذْبٌ ، فمَن أدْرَكَ ذلكَ مِنكُمْ ، فَلْيَقَعْ في الذي يَراهُ نارًا ، فإنَّه ماءٌ عَذْبٌ طَيِّبٌ) رواه البخاري ومسلم . ومن فتنته أيضاً ، ماورد في الحديث الطويل عن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال : ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال ذات غداة ، فذكر أنه قال : { فَيَأْتي علَى القَوْمِ فَيَدْعُوهُمْ ، فيُؤْمِنُونَ به وَيَسْتَجِيبُونَ له ، فَيَأْمُرُ السَّمَاءَ فَتُمْطِرُ ، وَالأرْضَ فَتُنْبِتُ ، فَتَرُوحُ عليهم سَارِحَتُهُمْ أَطْوَلَ ما كَانَتْ ذُرًا ، وَأَسْبَغَهُ ضُرُوعًا ، وَأَمَدَّهُ خَوَاصِرَ ، ثُمَّ يَأْتي القَوْمَ ، فَيَدْعُوهُمْ ، فَيَرُدُّونَ عليه قَوْلَهُ ، فَيَنْصَرِفُ عنْهمْ ، فيُصْبِحُونَ مُمْحِلِينَ ليسَ بأَيْدِيهِمْ شَيءٌ مِن أَمْوَالِهِمْ ، وَيَمُرُّ بالخَرِبَةِ ، فيَقولُ لَهَا : أَخْرِجِي كُنُوزَكِ ، فَتَتْبَعُهُ كُنُوزُهَا كَيَعَاسِيبِ النَّحْلِ.... } صحيح مسلم . وعنْ أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه عَنِ النَّبيّ ﷺ قال : { يَخْرُجُ الدَّجَّالُ فَيَتَوَجَّهُ قِبَلَهُ رَجُلٌ مِنَ المُؤْمِنِينَ ، فَتَلْقاهُ المَسالِحُ ، مَسالِحُ الدَّجَّالِ ، فيَقولونَ له : أيْنَ تَعْمِدُ ؟ فيَقولُ : أعْمِدُ إلى هذا الذي خَرَجَ ، قالَ : فيَقولونَ له : أوَ ما تُؤْمِنُ برَبِّنا ؟ فيَقولُ : ما برَبِّنا خَفاءٌ ، فيَقولونَ : اقْتُلُوهُ ، فيَقولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : أليسَ قدْ نَهاكُمْ رَبُّكُمْ أنْ تَقْتُلُوا أحَدًا دُونَهُ ، قالَ : فَيَنْطَلِقُونَ به إلى الدَّجَّالِ ، فإذا رَآهُ المُؤْمِنُ ، قالَ : يا أيُّها النَّاسُ هذا الدَّجَّالُ الذي ذَكَرَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ، قالَ : فَيَأْمُرُ الدَّجَّالُ به فيُشَبَّحُ ، فيَقولُ : خُذُوهُ وشُجُّوهُ ، فيُوسَعُ ظَهْرُهُ وبَطْنُهُ ضَرْبًا ، قالَ : فيَقولُ : أوَ ما تُؤْمِنُ بي ؟ قالَ : فيَقولُ : أنْتَ المَسِيحُ الكَذّابُ ، قالَ : فيُؤْمَرُ به فيُؤْشَرُ بالمِئْشارِ مِن مَفْرِقِهِ حتَّى يُفَرَّقَ بيْنَ رِجْلَيْهِ ، قالَ : ثُمَّ يَمْشِي الدَّجَّالُ بيْنَ القِطْعَتَيْنِ ، ثُمَّ يقولُ له : قُمْ ، فَيَسْتَوِي قائِمًا ، قالَ : ثُمَّ يقولُ له : أتُؤْمِنُ بي ؟ فيَقولُ : ما ازْدَدْتُ فِيكَ إلَّا بَصِيرَةً ، قالَ : ثُمَّ يقولُ : يا أيُّها النَّاسُ إنَّه لا يَفْعَلُ بَعْدِي بأَحَدٍ مِنَ النَّاسِ ، قالَ : فَيَأْخُذُهُ الدَّجَّالُ لِيَذْبَحَهُ ، فيُجْعَلَ ما بيْنَ رَقَبَتِهِ إلى تَرْقُوَتِهِ نُحاسًا ، فلا يَسْتَطِيعُ إلَيْهِ سَبِيلًا ، قالَ : فَيَأْخُذُ بيَدَيْهِ ورِجْلَيْهِ فَيَقْذِفُ به ، فَيَحْسِبُ النَّاسُ أنَّما قَذَفَهُ إلى النَّارِ ، وإنَّما أُلْقِيَ في الجَنَّةِ } فقالَ رسُولُ اللَّه ﷺ : { هذا أعْظَمُ النَّاسِ شَهَادَةً عِنْد رَبِّ الْعالَمِينَ } رواه مسلم .
أما عن صفاته الخَلْقِيَّة ، فيقول النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : { إنَّه أعور العين اليمنى ، كأن عينه عنبة طافية } ، وأنه رجل أحمر ، جسيم ، جعد الرأس ، كثير الشعر ، قصير ، أفحج ، أي : أنه إذا مشى باعد بين رجليه . وهو عقيم لا يولد له .
أما عن مكان خروجه ، فيقول النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : { إنَّه يَخْرُجُ مِنْ خَلَّةٍ بَيْنَ الشَّامِ وَالْعِرَاقِ } ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « يَخْرُجُ الدَّجَّالُ مِنْ يَهُودِيَّةِ أَصْبَهَانَ ، مَعَهُ سَبْعُونَ أَلْفًا مِنَ الْيَهُودِ عَلَيْهِمُ السِّيجَانُ » أَيِ : الْمَلَابِسُ . [رَوَاهُ أَحْمَدُ] . فَإِذَا أَذِنَ الله لَهُ بِالْخُرُوجِ خَرَجَ مِنْ جِهَةِ الْمَشْرِقِ مِنْ خُرَاسَانَ ، مِنْ بَلْدَةِ أَصْبَهَانَ . أعاذنا الله جميعاً من فتنته .. أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ .
الخطبة الثانية
الْحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ ، وَالعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِيْنَ ، وَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِيْنَ ، وَأشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ وَلِيُّ الصَّالِحِيْنَ ، وأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ إِمَامُ الأَنبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِيْنَ ، وَأَفْضَلُ خَلْقِ اللهِ أَجْمَعِيْنَ ، صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلاَمُهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَالتَّابِعِيْنَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ . أما بعد :-
فَعَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ رضي الله عنه قَالَ : قُلْنَا يَا رَسُولَ اللهِ ، وَما لَبْثُهُ في الأرْضِ ؟ قَالَ : { أَرْبَعُونَ يَوْمًا ، يَوْمٌ كَسَنَةٍ ، وَيَوْمٌ كَشَهْرٍ ، وَيَوْمٌ كَجُمُعَةٍ ، وَسَائِرُ أَيَّامِهِ كَأَيَّامِكُمْ } قُلْنَا : يا رَسُولَ اللهِ ، فَذلكَ اليَوْمُ الذي كَسَنَةٍ ، أَتَكْفِينَا فيه صَلَاةُ يَومٍ ؟ قالَ : { لَا ، اقْدُرُوا له قَدْرَهُ } ، قُلْنَا : يا رَسُولَ اللهِ ، وَما إِسْرَاعُهُ في الأرْضِ ؟ قالَ : { كَالْغَيْثِ اسْتَدْبَرَتْهُ الرِّيحُ } صحيح مسلم . وَعَنْ أنَسٍ رضي الله عنه قَالَ : قَال رَسُولُ اللَّه ﷺ : { لَيْسَ مِنْ بَلَدٍ إلاَّ سَيَطَؤُهُ الدَّجَّالُ إلاَّ مَكَّةَ والمَدينة ، ولَيْسَ نَقْبٌ مِنْ أنْقَابِهما إلاَّ عَلَيْهِ المَلائِكَةُ صَافِّينَ تحْرُسُهُما ، فَيَنْزِلُ بالسَّبَخَةِ ، فَتَرْجُفُ المدينةُ ثلاثَ رَجَفَاتٍ ، يُخْرِجُ اللَّه مِنْهَا كُلَّ كَافِرٍ وَمُنَافِقٍ } رواه مسلم . وفيه : بَيانُ فضْلِ المدينةِ ومكَّةَ ، وفضْلِ أهلِهما المُؤمِنين الخالِصينَ . وعَنْ أمِّ شَريكٍ رضي اللَّه عَنْهَا أنَّها سمِعتِ النَّبيّ ﷺ يَقُولُ : { ليَنْفِرَن النَّاسُ مِنَ الدَّجَّالِ فِي الجِبَالِ } رَوَاهُ مُسْلِمٌ . وأما هلاك الدجال فإنه يقتله المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام ، فينزل عيسى ابن مريم عليه السلام عند المنارة الشرقية بدمشق ، ويلتف حوله عباد الله المؤمنون ، فيسير بهم قاصدًا المسيح الدجال ، ويكون الدجال عند نزول عيسى عليه السلام متوجهًا نحو بيت المقدس ، فيلحق به عيسى عند باب " لُدٍّ " ، فإذا رآه الدجال ذاب كما يذوب الملح في الماء . فَلَوْ تَرَكَهُ لَانْذَابَ حَتَّى يَهْلِكَ ، وَلَكِنْ يَقْتُلُهُ اللهُ بِيَدِهِ ، فَيُرِيهِمْ دَمَهُ فِي حَرْبَتِهِ .
عباد الله : إِنَّ فِتْنَةَ الدَّجَّالِ عَظِيمَةٌ وَشُبْهَتَهُ خَطِيرَةٌ ، وَلَقَدْ أَرْشَدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَمَّتَهُ إِلَى مَا يَعْصِمُهَا مِنَ الدَّجَّالِ ، وَيُعِيذُهَا مِنْهُ وَمِنْ ذَلِكَ : الْإِيمَانُ بِاللهِ تَعَالَى وَمَعْرِفَةُ أَسْمَائِهِ الْحُسْنَى وَصِفَاتِهِ الْعُلْيَا ، فَالدَّجَّالُ بَشَرٌ يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ ، أَعْوَرُ الْعَيْنِ الْيُمْنَى ، وَاللهُ تَعَالَى لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصيرُ . وَمِمَّا يَعْصِمُ مِنْ فِتْنَتِهِ : التَّمَسُّكُ بِكِتَابِ اللهِ تَعَالَى وَحِفْظُهُ ؛ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « مَنْ حَفِظَ عَشْرَ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ سُورَةِ الْكَهْفِ عُصِمَ مِنَ الدَّجَّالِ » [رَوَاهُ مُسْلِمٌ] . وَمِمَّا يَعْصِمُ مِنْ فِتْنَتِهِ : الاستعاذة بالله من فتنته ، فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو وَيَقُولُ : « اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ، وَمِنْ عَذَابِ النَّارِ ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ » [مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ] . ومن ذلك أيضاً الْفِرَارُ مِنَ الدَّجَّالِ وَالْبُعْدُ عَنْهُ ، فَلَا يَتَعَرَّضُ لَهُ ؛ فَعَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « مَنْ سَمِعَ بِالدَّجَّالِ فَلْيَنْأَ عَنْهُ ، فَوَاللَّهِ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَأْتِيهِ وَهُوَ يَحْسِبُ أَنَّهُ مُؤْمِنٌ فَيَتَّبِعُهُ ، مِمَّا يَبْعَثُ بِهِ مِنَ الشُّبُهَاتِ » [رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُدَ، وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ]، وَهَكَذَا فِي كُلِّ أَنْوَاعِ الْفِتَنِ الْوَاجِبُ عَلَى الْمُسْلِمِ الْبُعْدُ عَنْهَا وَالْفِرَارُ مِنْهَا ؛ صِيَانَةً لِدِينِهِ ، وَحِفْظًا لِإِيمَانِهِ ؛ فَإِنَّ النُّفُوسَ ضَعِيفَةٌ ، وَالْفِتِنَ خَطَّافَةٌ . كما يَنْبَغِي أَنْ تُذكر أَحَادِيثَ الدَّجَّالِ بَيْنَ الْأَوْلَادِ وَالنِّسَاءِ وَالرِّجَالِ ، وَلَا سِيَّمَا فِي زَمَانِنَا هَذَا الَّذِي كَثُرَتْ فِيهِ الْفِتَنُ .. فاتقوا الله عباد الله ، وصلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه فقال : " إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما " اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان . اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، وأذل الشرك والمشركين ، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين يا رب العالمين . اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا ، اللهم وفق إمامنا وولي عهده لما تحبه وترضاه من الأقوال والأعمال يا حي يا قيوم ، اللهم أصلح لهم بطانتهم ، واحفظهم بحفظك يا ذا الجلال والإكرام . اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قولٍ وعمل ، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل ، اللهم ادفع عنا الغلا والوبا والربا والزنا والزلازل والمحن وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن ، عن بلدنا هذا خاصة وعن سائر بلاد المسلمين عامة يا رب العالمين . اللهم أمّن حدودنا واحفظ جنودنا . اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات برحمتك يا أرحم الراحمين . { ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار } . وأقم الصلاة .
( خطبة الجمعة 28/6/1447هـ . جمع وتنسيق خطيب جامع العمار بمحافظة الرين / عبد الرحمن عبد الله الهويمل للتواصل جوال و واتساب / 0504750883 ) .
المرفقات
1765980287_فِتْنَةُ الدَّجَّالِ الأعْوَر شرُّ غائب يُنْتَظَر.docx